کد مطلب:58534 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:123

فی ذکر سبب قتل أمیرالمؤمنین











روی جماعة [من] أهل السیر: أن نفراً من الخوارج اجتمعوا بمكّة فتذاكروا الاُمراء وعابوهم وذكروا أهل النهروان فترحّموا علیهم فقال بعضهم لبعض: لو شرینا أنفسنا لله وثأرنا لإخواننا الشهداء، وأرحنا من أئمّة الضلالة البلاد والعباد.

فقال عبدالرحمن بن ملجم المرادی لعنه الله: أنا أكفیكم علیّاً.

وقال البرك بن عبدالله التمیمیّ: أنا أكفیكم معاویة.

وقال عمرو بن بكر التمیمی: أنا أكفیكم عمرو بن العاص.

وتعاهدوا علی ذلك وتواعدوا لیلة تسع عشر من شهر رمضان.

فاقبل ابن ملجم ـ عدو الله ـ حتی قدم الكوفة كاتماً أمره، فبینا هو هناك إذ زار أحداً من أصحابه من تیم الرباب، فصادف عنده قطام بنت الأخضر التیمیّة ـ وكان أمیر المؤمنین علیه السلام قتل أباها وأخاها بالنهروان وكانت من أجمل نساء زمانها ـ قال: فلمّا رآها ابن ملجم شغف بها، فخطبها فاجابته إلیذلك علی أن یصدقها ثلاثة آلاف درهم ووصیفاً وخادماً وقتل علیّ بن أبیطالب!!

فقال لها: لك جمیع ما سألت، فامّا قتل علیّ فانّی لی ذلك؟

قالت: تلتمس غرّته، فإن قتلته شفیت نفسی وهنّاك العیش معی، وإن قُتلت فما عند الله خیرٌ لك من الدنیا!!

فقال: ما أقدمنی هذا المصر إلأ ما سألتنی من قتل علیّ، فلك ماسألت.

[صفحه 358]

قالت: فأنا طالبة لك من یساعدك علی ذلك، وبعثت إلی وردان بن مجالد من تیم الرباب فخبّرته الخبر وسألته معاونة ابن ملجم فأجابها إلیذلك.

ولقی ابن ملجم رجلاً من أشجع یقال له: شبیب بن بجرة فقال:یا شبیب هل لك فی شرف الدنیا والاخرة!! قال: وما ذاك؟ قال: تساعدنی فیقتل علیّ ـ وكان یری رأی الخوارج ـ فاجابه.

ثم اجتمعوا عند قطام ـ وهی معتكفة فی المسجد الأعظم قد ضربت علیها قبّة ـ فقالوا: قد اجتمع رأینا علی قتل هذا الرجل.

ثمّ حضروا لیلة الأربعاء لتسع عشرة لیلة خلت من شهر رمضان سنة أربعین من الهجرة، وجلسوا مقابل السدّة التی كان یخرج منها أمیر المؤمنین إلی الصلاة، وقد كانوا قبل ذلك ألقوا ما فی نفوسهم إلی الأشعث وواطأهم علیه، وحضر هو فی تلك اللیلة لمعونتهم.

وكان حجر بن عدیّ رحمه الله فی تلك اللیلة بائتاً فی المسجد فسمع الأشعث یقول لابن ملجم: النجاء النجاء لحاجتك فقد فضحك الصبح، فاحسّ حجر بما أراد الأشعث فقال له: قتلته یا أعور، وخرج مبادراً لیمضی إلی أمیر المؤمنین علیه السلام لیخبره الخبر، فدخل علیه السلام المسجد فسبقه ابن ملجم لعنه الله فضربه بالسیف، وأقبل حجر والناس یقولون: قُتل أمیر المؤمنین.

وقد ضربه شبیب بن بجرة فأخطاه ووقعت ضربته فی الطاق ومضی هارباً حتّی دخل منزله ودخل علیه ابن عمّ له فرآه یحلّ الحریر من صدره، فقال: ما هذا لعلّك قتلت أمیرالمؤمنین؟ فاراد أن یقول: لا، فقال: نعم، فضربه ابن عمّه بالسیف وقتله.

وأمّا ابن ملجم فإن رجلاً من همدان یقال له: أبو ذرّ لحقه وطرح علیه

[صفحه 359]

قطیفة كانت فی یده ثمّ صرعه وأخذ السیف من یده وجاء به إلی أمیر المؤمنین علیه السلام، وأفلت الثالث فانسلّ بین الناس.

فلمّا أُدخل ابن ملجم لعنه الله علی أمیرالمؤمنین علیه السلام نظر إلیهثمّ قال: «النفس بالنفس، إن أنا متّ فاقتلوه كما قتلنی، وإن سلمت رأیتفیه رأی».

فقال ابن ملجم: والله لقد ابتعته بالف، وسممته بالف، فإن خاننی فابعده الله.

فاُخرج من بین یدی أمیر المؤمنین علیه السلام والناس ینهشون لحمه باسنانهم وهم یقولون: یا عدوّ الله ماذا فعلت، أهلكت اُمّة محمد صلّی الله علیه وآله وسلّم، قتلت خیر الناس، وهو صامت لا ینطق، فذهب به إلی الحبس.

وجاء الناس إلی أمیرالمؤمنین علیه السلام فقالوا له: مرنا بأمرك فیعدوّ الله فقد أهلك الاُمّة وأفسد الملّة.

فقال: «إن عشت رأیت فیه رأی، وإن هلكت فاصنعوا به ما یصنع بقاتل النبیّ، اقتلوه ثمّ حرّقوه بالنار».

فلمّا قضی أمیر المؤمنین علیه السلام، وفرغ من دفنه اُتی بابن ملجم لعنه الله فأمر به الحسن علیه السلام فضرب عنقه، واستوهبت اُمّ الهیثم بنت الأسود النخعیّة جیفته منه فأحرقتها بالنار.

وأمّا الرجلان اللذان كانا مع ابن ملجم فی العهد علی قتل معاویة وعمرو بن العاص فإنّ أحدهما ضرب معاویة وهو راكع فوقعت ضربته فی ألیته فنجا منها، [فاُخذ] وقُتل من وقته.

وأمّا الاخر فإنّ عَمْراً وجد فی تلك اللیلة علّة فاستخلف رجلاً یصلّی

[صفحه 360]

بالناس یقال له: خارجة العامریّ، فضربه بالسیف وهو یظنّ أنّه عمرو فاُخذ واُتی به عمرو فقتله، ومات خارجة[1] .

[صفحه 361]



صفحه 358، 359، 360، 361.





    1. ارشاد المفید 1: 17، كشف الغمة 1: 428، وقطعة منه فی: الطبقات الكبری 3: 35، الإمامة والسیاسة 1: 159، أنساب الأشراف 2: 489و 524، تاریخ الطبری 5: 143، مروج الذهب 2: 411، مقاتل الطالبیین: 29، مناقب الخوارزمی: 275، الكامل فی التاریخ 3: 389، كفایة الطالب: 460.